لماذا اخترنا “الدفة” لتعبر عن هويتنا البصرية الجديدة؟
كل رحلة تبدأ بسؤال بسيط: إلى أين نمضي؟
قد يبدو سؤالًا عابرًا، لكن تحديد الوجهة في الواقع هو الخط الفاصل بين الوصول والتيه.
حين قررنا في أكيوليجنس إعادة تصميم هويتنا البصرية، لم نبحث عن رمزٍ جميل فحسب، بل عن معنى يجسّد ما نؤمن به.
طَوَّفنا بين عدة مقترحات؛ حتى عثرنا على بُغيتنا في الدفة؛ التي ترمز إلى تحديد الوجهة وضبط المسار.
أصل الفكرة
منذ ركب الإنسان البحر، كانت الدفة رفيقة رحلاته.
على مر العصور، تغيّرت أشكال السفن، وتحولت الأشرعة إلى محركات، وانتقلت الملاحة من النجوم إلى الأقمار الصناعية.
لكن شيئًا واحدًا ظل ثابتًا: الدفة.
رمزٌ يذكّرنا بأن التقدّم مهما بلغ، ما يزال محتاجًا إلى حكمة الإنسان وبصيرته.
فالعقل البشري -المفكر والمحلل والاستراتيجي- هو ما يجعل للحركة معنى ويصل بها إلى الغاية.
لم تعد الدفة حِكْرًا على البحر؛ فهي موجودة في عجلة قيادة السيارة، ومقود الطائرة، ودفّات المركبات الفضائية، بل وحتى أذرع التحكم بالألعاب الإلكترونية.
ومثلما أن كل رحلة -حقيقية أو افتراضية- تحتاج إلى توجيه، فإن كل جهة حكومية أو علامة تجارية تسعى لصناعة أثر مستدام.
هذه هي الفكرة التي تقوم عليها أكيوليجنس:
في عالمٍ تغمره البيانات، وتغزوه الخوارزميات، وتضلله هلوسات الذكاء الاصطناعي؛ ليس من الحكمة تسليم زمام الأمور للآلة، بل الاستعانة بها تحت إشراف الخبير، الذي يفسر ويحلل ويصوغ الرؤى المستنيرة ويقدم التوصيات العملية القابلة للتطبيق.
الدفة -بحجمها الصغير وأثرها العميق- تجسّد هذا التوازن.
تحديد الوجهة
قوة الرياح، وهدوء الأمواج، وحجم السفينة، وقوة المحرك؛ كلها عوامل تساعد على نجاح الرحلة، لكن السر يكمن في وضوح الوجهة ودقة التوجيه.
ونحن في أكيوليجنس نؤمن بأن تحديد الهدف هو الخطوة الأولى في رحلة النجاح.
صحيحٌ أن السفينة قد تسير بلا وجهة، لكنها لن تصل إلى غايتها أبدًا.
وما جدوى السرعة، إذا كانت نحو المجهول، ناهيك عن أن تكون في اتجاه خاطئ.
سواء كنا نعمل على تقارير الرصد والتحليل الإعلامي، أو صناعة المحتوى، أو الترجمة والتوطين؛ نبدأ بالسؤال الأهم: ما الهدف؟ ما الغاية؟
عندها فقط نُفسِح المجال للتقنية لتسهل الحركة وتسرع المسير.
وتبقى الدفة ماثلة أمامنا لتذكّرنا دائمًا بأن الرؤية – لا السرعة- هي ما ينقذنا من التيه، وتضمن وصولنا إلى بر الأمان.
حتى تكتمل الصورة
في عالمٍ تحكمه السرعة، وتوجهه الخوارزميات، وتُصدر فيه الآلات أحكامًا سريعة، تزداد حاجتنا إلى يد أمينة وقوية تمسك بالدفة، وتوجهها بثقة تستند إلى الخبرة.
فالآلة تبحر، لكنها لا ترى ما وراء الأفق. أما نحن، فنرى الصورة الكاملة. نرصد ونحلل، ونفكك ونجمع، ونترجم ونحرر؛ وأعيننا لا تفارق الهدف، وأرجلنا ثابتة على الطريق المرسوم بدقة، دون أن يشتتنا الضجيج.
والدفة بهذا المعنى ليست مجرد أداة للتحكم، بل رمزًا للمسؤولية عن دعم القرارات برؤى مستنيرة، واستشراف المخاطر قبل تفاقمها.
فكما يُعدّل القبطان المسار وسط الأمواج والعواصف، يوجه محللونا واستراتيجيونا وباحثونا ومترجمونا ومحررونا المسار نحو الدقة الوضوح.
فلسفة التصميم
استوعب مصممونا هذه الفلسفة؛ فجمعوا بين محور الدفة -رمز التوجيه- ودائرة الهدف -رمز الغاية- ليعبّر الشكل النهائي عن الانسجام بين المسار والرؤية.
كما وظفوا حرف A، أول حرف من Acculligence، بل أول حرف في الأبجدية كلها؛ تجسيدًا للخطوة الأولى في الرحلة.
ثم كرروا هذا الحرف ثماني مرات؛ للتأكيد على ضرورة الفحص والتدقيق لضمان أعلى درجات الدقة والوضوح.
واختاروا تدرجات ألوان تمزج بين زرقة البحث ودفء الخشب؛ لتجسيد التكامل بين الثبات والاكتشاف، تحت مظلة الثقة.

اخترنا الدفة لأننا نؤمن بأن:
- الاستراتيجية هي التي توجه الرحلة وتحدد السرعة،
- والبصيرة هي التي تحوّل البيانات إلى استخبارات مفيدة،
- وأن الهدف -لا الوسائل والأدوات- هو ما يجعل للرحلة معنى.
